الجهل بالمسيحية وتعنيف التلاميذ المسيحيين في مدارس البصرة
هذه الظاهرة لمسناها منذ ان بدأ عملنا في البصرة، ونبهنا المسؤولين عدة مرات.
ربما اساءة الأطفال المسيحيين والصابئة هو نتيجة موجة الجهل التي تعم البلد منذ عقود، حيث هناك الملايين من العراقيين لم يلتقوا بمسيحي او صابئي ولا يفقهوا شيئا عن الديانتين.
هذا اضافة الى تلقي العديد من ابناء البصرة تربية متطرفة بحيث يطلقون علينا اننا كفار.
رغم ان هؤلاء نسبتهم لا تتجاوز 1% ولكن من الصعب على تلميذة في ثانوية او تلميذ في متوسطة او ابتدائية عندما يصاب بالصدمة من زملائه الذين يصفونه بالكافر او مدرسّة ثانوية تضرب طالبة لأنها جالسة في صف الإسلاميات في الوقت الذي يجب ان تفرح بوجودها. فعندما سألتها عن سبب عدم تحجبها تجيب انها مسيحية فتطردها وتقول هل هناك صابئية حتى تخرج ايضا. وهذه الطالبة اصلا تخاف الوقوف في ساحة المدرسة تلافيا لنظرات هذا الشخص او ذاك.
كما ان تلميذا مسيحيا في المتوسطة قال لمدرسه انه مسيحي فضربه على رأسه. فلا سامح الله حصل شيء لرأس الطفل ما هي عقوبة هذا المدرس؟ فاين مديرية تربية البصرة من هذه الإعتداءات على المسيحيين والصابئة؟
هذه حصلت فقط خلال اسبوع مضى، فكم يحصل مثلها ولكن تتحمل عائلاتنا وتصبر على الإضطهاد وتتمنى الهجرة لتتخلص من هؤلاء المتطرفين والمتطرفات في وقت المسيحيين هم قبل المسلمين في العراق ب600 سنة وهم رحبوا بالعرب المسلمين وفتحوا لهم كنائسهم واديرتهم فهكذا يكون جزاء الإحسان.
وهذه ليست اول مرة تأتينا شكاوي من عائلات مسيحية فقبلها طالبة ثانوية وضعت صليبا في رقبتها فجاءت المدرسة وطلبت نزعه فرفضت الطالبة فكرهتها المدرسة بحيث تركت الطالبة الدراسة.
وقبلها اكثر من تلميذة مسيحية في الإبتدائية اجبرت على ارتداء الحجاب فتركن المدرسة.
وقبلها زرت عائلة وكانت يد ورقبة التلميذة حمراء فاستفسرت فقالت الأم ان التلميذات قلن لها انت مسيحية لا نريدك في الصف فحصلت مشادة وضرب بالأيدي. وعندما اشتكت الأم عند المديرة اعتذرت وقالت لا استطيع عمل شيء.
ليس بهذه الطرق العنيفة يتم تربية الجيل الجديد، كما ان ضرب التلاميذ ممنوع قانونا ولكن المشكلة ان كشفنا عن اسماء المدارس والمدرسات والمدرسين سيولد حقد ضد التلاميذ.
هذا في وقت وزعنا الاف النسخ من الكتب والمجلات المسيحية على مكتبات البصرة والأقضية وزار المطرانية الاف الطلبة مع اساتذتهم واشكر هؤلاء الطيبين. ولكن لماذا هؤلاء يؤذون ابناء كنائس البصرة؟
هل يعلم المعنفين ان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفى العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان، يقرر أن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات دون أي نوع من أنواع التمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الأصل القومي أو الاجتماعي ؟ ان الطفل يجب ان يحيا في جو من السلم والكرامة والتسامح والحرية والمساواة والإخاء،
هل يعلمون ان المادة 19 من اتفاقية حقوق الطفل للأمم المتحدة تؤكد على حماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال، وإساءة المعاملة.
اننا ندين ونشجب بشدة هذه التصرفات المتخلفة ونطلب من مديرية تربية البصرة تعميم كتاب الى المدارس لإحترام ابناء الديانات الأخرى والتعددية الثقافية. ونقترح ان تقيم لهم ندوات حول احترام حقوق الإنسان والطفل خصوصا.
المطران حبيب هرمز
16 تشرين الأول 2022