الحكيم (المجوسي) الرابع
قصة تتحول الى شريط سينمائي
الأب حبيب هرمز
1997 بغداد
المقدمة
يوما بعد يوم يزداد الاهتمام بوسائل الايضاح الدينية، لما لها من اهمية ي ايصال الافكار وتقريب الاحداث الى ادراك المتلقي (حسب العمر).
ان وسائل الابلاغ مهمة للتثقيف المؤثرفي ذهن المشاهد. لقد اكدت الكنيسة، عبر وثيقة (وسائل الابلاغ)، التي اقرها المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، واثبتها البابا بولس السادس سنة 1963، على استخدام كل وسيلة من اجل التبشير والتربية المسيحية لمواجهة الشر الادبي.
لقد اكد على دور الاساقفة والرعاة عموما في تشجيع الاكليريكين والعلمانيين، ماديا ومعنويا، والسهر على هذه الاعمل والمبادرات.
السينما والفيديو
في القرن العشرين اهتمت المؤسسات الكنسية باستخدام السينما والفيديو لتصوير الاشرطة ذات المحتوى لتاريخي والديني والايماني والثقافي بوجه عام. فقد انتجت عشرات الاشرطة وسجلت عروض مسرحية وتمثيلية بهذا الخصوص.
بعد قرن من الانتاج السينمائي، ظهر اكثر من ثلاثين شريطا يتناول مواضيع تتعلق بالمسيح يسوع وتتراوح اطوالها بين دقيقة وست ساعات، وبرغم ان الكثير من هذه الاشرطة تهدف الى التبشير بالايمان، الا ان بعضها يبحث عن التاثير في المشاهد نفسيا واجتماعيا واخلاقيا لغايات تجارية، بل حتى الحادية احيانا.
وهكذا صار المسيح هدفا للمخالفة عبر الازمنة.
قصة الحكيم الرابع
من الاشرطة الحديثة، التي تصب في المسار نفسه، شريط الحكيم الرابع، وهو اصلا قصة نشرت باللغة الانكليزية للكاتب هنري فان دايك بعنوان قصة الحكيم الرابع والتي طبعتها شركة هابر في نيويورك ولندن 1895. واعيد طبعها سنة 1899 ثم سنة 1902…الخ
قام الكاتب حبيب متي بترجمتها الى العربية، وطبعت في بيروت سنة 1916. ونشرت المجلة البطريركية بدمشق هذه الترجمة تباعا في الستينيات، وعربها ايضا الاستاذ اسحق عيسكو عندما كان معلما في الموصل، ونشرت بشكل مقالات في مجلة (النجم)، ابتداء من العدد(9) لسنة 1936. وبعد ذلك طبعها المترجم في بغداد سنة 1967 واعيد طبعها سنة 1970.
شريط الحكيم الرابع
الشريط من تمثيل مارتن شين والن اركن واخراج ميشيل رودس ويستغرق زمن العرض ساعة ونصف.
تعيدنا احداث الشريط الى زمان ولادة يسوع ثم الى صلبه وقيامته المجيدة. يخبرنا انجيل القديس متى ان مجوسا ثلاثة جاؤوا من مكان بعيد، شرقي بيت لحم، ليقدموا هداياهم لطفل المذود (متى2:1-18)
لقد تبعهم (حسب خيال الكاتب) حكيم رابع اسمه (ارطبان) من مدينة اقبطانا (همدان)، بعد ان تاخر عنهم، وقد اتفق معهم على الالتقاء في منطقة بورسيبا (جنوب غربي مدينة بابل)، ولكن هذا الاتفاق لن يتم برغم اسراعه في اجتيازه مئات الفراسخ وسيره عبر الحقول والجبال الى ان وصل مدينة قطيسفون (المدائن) بعد عشرة ايام. وفي بابل التقى يهوديا من بقايا المسبيين وهو يشرف على الموت فحاول ان يشفيه، وحدثه اليهودي عن نبوءات العهد بشان المسيح المخلص.
برغم تاخره يسرع باتجاه دمشق ثم بيت لحم حيث يفاجا بقتل اطفال بيت لحم. وهناك ينقذ طفلا من الموت، اذ يفديه بالجوهرة التي كان يحتفظ بها ليهديها الى يسوع الطفل، ويحتفظ بياقوتته الحمراء.
ويسافر الى مصر بحثا عن يسوع. فيلتقي هناك بشيوخها ويستمر في البحث ثلاثا وثلاثين سنة حتى يشيخ. وعندما رافق بعض اليهود الى اورشليم لمناسبة عيد الفصح اليهودي شاهد هناك يسوع مصلوبا. وفي تلك الغضون، راى فتاة تستغيث بالناس ليخلصوها من الجنود الرومان، فيفديها بالياقوتة ثم يموت لشيخوخته وهو يتحدث مع المسيح القائم الذي يقول له (تعالوا، يا من باركهم ابي ….) فيجيبه “يا رب، متى رايناك جائعا فاطعمناك..” (متى 25:37-39) ويختتم الشريط بصوت يقول: “الحق اقول لكم: بما انكم فعلتم ذلك باحد اخوتي الصغار هؤلاء، فبي فعلتم”.
الخاتمة
حقا نحن بحاجة الى لقاءات جماعية من المؤمنين من اعمار مختلفة لغرض مناقشة العروض السينمائية او الفيديوية ضمن الكنائس، ومن الضروري تعزيز الصحافة المسيحية في القطر بالمواضيع الفنية ذات العلاقة لخدمة البشارة ومواكبة احداث المستجدات في العالم.