الطوباوي ھنري نیومان1890-1801، ملفان الكنیسة الكبیر
ارسل في السنة السابعة من عمره الى مدرسة غرب لندن )قرب مقر الإرسالیة الكلدانیة حالیا(. كان ھو اكبر اخوتھ )2 ذكور و3 إناث(، وولد من أب موظف مرموق في بنك. تنتمي الى الكنیسة البریطانیة المنشقة عن الكاثولیكیة منذ القرن السادس عشر. ولد ھنري نیومان في لندن یوم 21 نیسان 1801 من عائلة انكلیكانیة، أي عائلة
العائلة
نبذة عن حیاة الطوباوي
عشر، ویحیون وسط وثنیة جدیدة بدأت تنتشر في القارة. حیاة ابناء الكنیسة الیوم، حیث یواجھون صعوبات حیاتیة مشابھ لتلك التي واجھتھا اوروبا في القرن التاسع وكتبھ، ومقالاتھ المنتشرة بكثرة في بریطانیا. من الضروري جدا الإطلاع على كتاباتھ الروحیة لأھمیتھا في ساحاول تسلیط الضوء على مسیرة حیاتھ بإختصار، ثم استعراض اھم افكاره اللاھوتیة المسجلة في یومیاتھ،
في كتاباتھ، وسیرة حیاتھ. الكاثولیك، ان نیومان ھو معلم الكنیسة الیوم، والحاجة ماسة للتأمل في اوكسفورد تحمل اسمھ. ھذا في وقت یتفق معظم المفكرین اصدار طابع یحمل صورة الطوباوي، وانشاء كابیلا )معبد صلاة( جاء الحدث كتتویج لزیارة البابا الأولى الى ھذا البلد، حیث سیتم
قداسة البابا بندكتس السادس عشر. وكان الھدف ھو للإحتفال بتطویب معلم الكنیسة الجدید الكردینال نیومان. حّل فجر الأحد 19 أیلول في حدائق مدینة برمنكھام البریطانیة، اكثر من خمسین الفاً من المؤمنین، یترأسھم
مقدمة تدریجیاً الى كلیة قریبة من اوكسفورد. ثم في سنة 1843، اسس جریدة “اوسكفورد المحافظة” . مع مجموعة من مؤیدي افكاره، واطلق عنوان على بیت الصلاة “بیت العذراء مریم المباركة”، والذي تحول نتیجة لتأملھ في مصداقیة كون كنیسة انكلترة كنیسة رسولیة، ترك العمل سنة 1842 لینعزل كراھب مصلي
كتبھ سنة 1840. معنى الوحي في الكتاب المقدس، وثالث لتطور تعلیم العقیدة المسیحیة عبر التاریخ، علماً أنھ كان قد بدأ بطبع ترجم اعمالھ الى الإنكلیزیة. كما الف نیومان عدة كتب منھا كتاباً عن الحركة الأریوسیة )ق 4م(، وآخر عن الكنسي لا یمكن قبولھ. من الجدیر بالذكر، أن القدیس اثناسیوس كان مثلھ الأعلى، فكتب عنھ الكثیر، حیث الحقیقة في اللاھوت المسیحي عموماً. كما درس قانونیة الأسفار المقدسة، فرأى أنھ بدون التقلید الرسولي بدراسة لاھوت القدیس أوغسطینوس، وموقفھ ضد بدعة الدوناتیة. حصل لدیھ تغیر اولي للبحث عن مواضع للمسیح(، وان یتأمل في مدى مصداقیة انفصال كنیسة انكلترة عن الكثلكة. استغرق اكثر في البحث، لیھتم دفعتھ دراسة تاریخ الكنیسة، الى الإھتمام سنة 1839 بالبحث في المفھوم الأرثوذكسي )الطبیعة الواحدة
الدافع الى ترك الجامعة ھو لامبالاة المسؤولین تجاه اھتمامھ بعودة كنیسة انكلترة الى الكثلكة.
بعد ذلك فكر في ترك جامعة اوكسفورد الى مدینة برمنكھام، للصلاة في كابیلا بنتھا أمھ سنة 1835. كان حركة اكسفورد”، والداعیة الى العودة الى التراث الكاثولیكي، حیث عمل فیھا بین سنة 1833 الى 1841. سلبیا تجاه الكنیسة الكاثولیكیة. تغیر نیومان بعد ذلك، لینشط في حركة دینیة في جامعة اكسفورد “سمیت
سنة 1832، وذلك بھدف مشاھدة الآثار المسیحیة القدیمة. ولكن الى ھذه الفترة من عمره كان قد اتخذ موقفًا الروائي. تحول فیما بعد الى دراسة آباء الكنیسة. كانت دراستھ لتاریخ الكنیسة، دافعاً لزیارة جنوب اوروبا بدأ نیومان یكتب مقالات عدیدة في صحافة المنطقة. عرف عنھ تألیف القصائد، والتراتیل، والإھتمام بالأدب
كاھن ومفكر صحفي باحث )1842-1825(
وتخرج منھا سنة 1821. رسم شماساً سنة 1824، وكاھناً إنكلیكانیاً بعد سنة. الإنجیل(. وعندما كتب مذكراتھ فیما بعد، اعتبرھا تضحیة كبیرة. بعد سنة دخل كلیة الثالوث في اكسفورد، كما قرر بوعي عمیق، وھو في ھذا العمر، اختیار العزوبیة لیكرس ذاتھ لھذا الھدف المقدس )أي نقل بشرى قرر نیومان ان یكون مرسلاً لغرض نقل البشرى الإنجیلیة، وھو في سن الخامسة عشر )اي عام 1815(.
قرار التكریس
2 سنة 1991. في سنة 1993 واكراماً لھ تم تأسیس بیت صلاة آخر في مدینة برمنكھام. یسوع وقلب المؤمن. كان البابا یوحنا بولس الثاني قد اعلنھ خادماً مبجلاً )موقراً( الله یوم 22 كانون الثاني على قبعتھ الكردینالیة، وعلى شاھد قبره عنوان كتابھ الجمیل )القلب یتكلم مع القلب(، وھو اشارة الى قلب 11 آب 1890. طلب ان یكون رقاده بجانب اخوتھ الكھنة المصلین في كابیلا الصلاة في برمنكھام. كتب استمر في خدمتھ الكھنوتیة بتواضع، الى ان اقام قداسھ الأخیر، یوم عید المیلاد سنة 1889، حیث توفي یوم
في الجامعة. اوكسفورد سنة 1888 لتصبح اشعاعاً كاثولیكیاً رغم معارضة الكنیسة الإنكلیكانیة لأجل تشجیعھ وتكریماً لجھوده، اسس الكاثولیك الإنكلیز جمعیة نیومان في جامعة
البابا لاون الثالث عشر. أساقفة كما ھي العادة عند ترقیة الإكلیروس. وقد حصل الترشیح خلال فترة خدمة في سنة 1879 تم ترشیحھ للكردینالیة. ھذا رغم كونھ كاھناً ولیس اسقفاً ولا رئیس
تحت البحث خلال انعقاد المجمع الفاتیكاني الأول. توقف عمل المجمع سنة 1870 فرجع الى إنكلترة. ذھب الى روما سنة 1869، حیث اھتم بموضوع العصمة البابویة، والذي كان
انجز حوالي 38 عملاً فكریا بین كتاب وبحث ومقالة خلال سنین عمره. القدیس فیلیب نیري. اجتھد آنذاك لتألیف المزید من الكتب اللاھوتیة، علماً أنھ برمنكھام سنة 1859 لیؤسس بیت صلاة ومدرسة لتثقیف الأولاد على خطى تطورت المؤسسة الى كلیة جامعة قومیة مقرھا العاصمة دبلن. عاد الى مدینة في سنة 1854 قصد ایرلندا مرة اخرى، ذلك لیؤسس جامعة ایرلندا الكاثولیكیة،
دفعتھ حادثة اختھ للوعظ في موضوع القداسة الحقیقیة للمسیحي. اربع سنوات في ایرلندا. تألم من أختھ التي ھجرتھ بعد تركھ الكنیسة الإنكلیكانیة وتحولھ الى الكاثولیكیة. في سنة 1845 قرر التحول الى الكثلكة. ذھب الى روما، ورسم كاھناً كاثولیكیاً سنة 1847. رجع لیعمل
التحول الى الكثلكة )3
(1845 دائماً. عاشتھ لھو اشبھ بقطرة من میاه محیط”. ومع ذلك اعتبر الكنیسة فتیة، وعلى المسیحیین ان ینموا بالمسیح الرب. قال: “لقد وصلت كنیسة المسیح عموماً الى حالھا الیوم لأنھا لم تعش الإنجیل كما ھو مرجو، بل ما رأى نیومان كیف ان الكنیسة الإنكلیزیة ملتصقة بالدولة، ففقدت روحیتھا. لذلك إھتم بكیفیة تعمیق العلاقة مع
والتأكید على حریة الضمیر، كونھ صوت االله في قلب الإنسان، وكون العقل البشري منار بالروح القدس. لذلك لاقى قبولاً ضعیفاً لدى الأوساط الكنسیة، ھذا لأنھ یتطلب اعادة دراسة تاریخ الكنیسة بدون تحیز، لقد اثر الطوباوي على الفكر المسیحي، خصوصاً في مجال روحنة العقائد المسیحیة، وھو موضوع صعب.
والنسبیة، والتیارات الفكریة الملحدة والمادیة، وكیفیة تعریف الحقیقة والضمیر وغیرھا. بشرى الإنجیل، ودور العلمانیین، والقیم المسیحیة التي تواجھ تحدیات بسبب العلمنة بجانبھا السلبي، الحرب، فقد كان یرجو ان ینعقد مرة اخرى، ویناقش ما بدأ بھ، ومنھا موضوع العصمة البابویة، واعلان المجمع الفاتیكاني الثاني )1965-1962(. كان ممتلىً من الرجاء، فلأن المجمع الفاتیكاني الأول توقف بسبب ساھم نیومان في تقدیم افكار جدیدة، اعتبرت سابقة من نوعھا، وصارت اساساً لمواضیع كثیرة اھتم بھا آباء
بالمسیح. لذلك كرس الطوباوي شخصھ للتعمق في شرح معنى الحقیقة والضمیر. والسعي لجعل القیم الدینیة تعاش بمعزل عن الحیاة العامة. ادى ھذا الى ابعاد الناس عن ادراك الحقیقة التراجیدیا من خلال تأكید الإعلام العلماني السلبي على مفھوم اللذة كھدف للحیاة، ورفض الوحي الإلھي، الرأسمالي، مما جعلھ یبیح كل شيء بدون قیود، محاولاً خنق صوت االله في قلب الإنسان. تحصل ھذه والعدید من دول العالم حالة من التشاؤم بسبب كون الضمیر ولید الإعلام والحریة المنفلتة، والفردیة، واللاأدریة . وكما ھو معروف، تعم في اوروبا لقد عانى المسیحیون في القرن التاسع عشر من تأثیر الأفكار الماركسیة،
افكاره اللاھوتیة
من مرض عضال نسبت الى شفاعة الكردینال. تموز 2009 اقرت الفاتیكان بإعجوبة شفاء الشماس الأمریكي )جاك سولیفن( عندما فتح قبره سنة 2008 ولم یعثر على بقایا لجسده، ھذا لأن كفنھ كان من خشب فأندثر! في الثالث من
4 سنة 1963اثناء تطویب الأب دومینیك بربیري، الذي ادخل نیومان الى الكثلكة. واعتبره البابا بندكتس 16 مدحھ البابا بیوس الثاني عشر، وقال عنھ: “نیومان، وھب كل حیاتھ للحقیقة”. كما مدحھ البابا بولس السادس
حول الكنیسة “نور الأمم”، حیث اھتم بما كان یؤكده الطوباوي من ان الكنیسة ھي “شركة أسراریة”. لقب العدید من لاھوتیوا الكنیسة نیومان كأب للمجمع الفاتیكاني الثاني. لقد صدر الفاتیكاني الثاني دستور
للجامعات المسیحیة عموماً وفق امنیاتھ. المسیح، فقد تم تأسیس عدة مراكز تحمل اسمھ في الولایات المتحدة، وبریطانیا لغرض تقدیم خدمات إیماناً بما بذل الطوباوي من جھود في سبیل التأكید على اكتشاف الحقیقة، والضمیر من خلال تقویة العلاقة مع
كلمة أخیرة
ھدیة للعالم. وبمدحھا للرب )تعظم نفسي الرب(، وكیف یرمز سفر الرؤیا الیھا. من ھنا فمریم تمثل الكنیسة وھي اجمل وبإیمانھا، وبثقتھا، وبصبرھا، وبروحیتھا، وبأسھا، وخدمتھا، وطاعتھا، وترحیبھا بزوار الطفل یسوع، كمالھا لتتأھل وتحبل بیسوع؟” لقد اكد على الحبل الطاھر قبل ان تصبح عقیدة كاثولیكیة، فدعا للإقتداء بھا، كان نیومان یحاور امنا العذراء مباشرة، ویبشر بدورھا في حیاة المؤمنین. یتساءل: “من یستطیع تخمین مقدار
الصلاة قدامھ.” بأخذنا القربان صرنا المسیح، نسكن بروحھ، نملك معھ الى الأبد، فیجب ان نتھیأ قبل اخذ القربان من خلال انسان.” الف الطوباوي صلوات للقلب الأقدس، ولیسوع في القربان. واكد: ” ان ھذا ھو ھدف اللاھوت، لأننا الصلاة تعمیق لعلاقتنا مع یسوع” . اكد على انسانیة یسوع فقال: ” إن یسوع عاش انسانیتھ اكثر من اي بالرھبة والتركیز.” قال سنة 1859: ” االله نار لا تنطفيء، والصلاة ھدیة االله، وسماح لھ لیصبح حاضرًا فینا. الصلاة، وطلب ان نتھیأ لھا جیدا،ً ولكن ببساطة مثل بساطة الصلاة الربیة. وقال: “یجب ان نقرن الصلاة نتحدث بھا ھناك.” واكد: “ان المسیحي بدون صلاة یشبھ الإنسان عدیم العقل.” رفض العاطفة الزائدة في الوردیة، ومناجاة قلب یسوع، والصلاة الصامتة فقال : “الصلاة لغة السماء، فإذا لم نتقنھا على الأرض كیف تحویلنا نحو الأفضل، والروح القدس یتحدانا ایضا، لأنھ یحیا فینا ویدعونا للقداسة. اكد نیومان على صلاة إن كتابات الطوباوي تتحدانا الیوم. إنھ یدعونا للرجوع الى الإنجیل، وان تقود الصلاة كل شيء، لأنھا ترید
5 بھم. ھذه دعوة لنا لنغترف من روحانیة الطوباوي، شاھد الإیمان لعصرنا. فنحن بأمس الحاجة لأمثالھ كي نقتدي
وتكامل عمل المكرسین من خلال التعاون معھم. من اللاھوتیین المتجددین والجذریین، لأن لھ اھتمام واحترام كبیر للتاریخ. كما مدحھ لإھتمامھ بالعلمانیین