مقدمة
- الخير العام
كرس كتاب التعليم المسيحي الكاثوليكي 13 فقرة حول موضوع الخير في تعليمه وهو ذو علاقة وثيقة بجوهر اهداف اللاهوت الإجتماعي:
1905- خيرُ كلّ واحدٍ، وفقاً لطبيعة الإنسان الاجتماعية، هو بالضرورة على علاقةٍ بالخير العامّ. ولا يمكن تحديدُ الخير العامّ إلا بالنسبة إلى الشخص البشريّ: “لا تعيشوا منعزلين، منقبضين في ذواتكم، كما لو أنّكم أصبحتم مبرّرين، ولكن تجمّعوا لتسعوا معاُ إلى ما فيه الخير العامّ”.
1906- بالخير العامّ يجب أن نفهم “مجموعة الأوضاع الاجتماعية التي تسمح للجماعات وللأفراد من أعضائها أن يبلغوا كمالهم بوجهٍ أتمّ وأسهل”. فالخيرُ العامّ يهمّ حياة جميع الناس. وهو يقتضي الفطنة من كلّ واحدٍ، وفي الأكثر ممن يضطلعون بمهمّة السلطة. وهو يتضمّن ثلاثة عناصر أساسيّة:
1907- إنّه يفترض أولاً احترام الشخص بصفته هذه. فالسلطات العموميّة مُلزمةٌ، باسم الخير العام، باحترام حقوق الشخص البشريّ الأساسيّة والتي لا يمكن التخلّي عنها. وعلى المجتمع أن يُمكِّن كلّ عضوٍ فيه من تحقيق دعوته. والخير العامّ يقوم خصوصاً على توفير الشروط لممارسة الحرّيات الطبيعية التي لا بدّ منها لتفتّح الدعوة الإنسانية: “هكذا: حقّ التصرّف وفاقاً لقاعدة الضمير القويمة، وحقّ صيانة الحياة الخاصّة والحرّية الصحيحة الممتدّة إلى الأمور الدينية أيضاً”.
1908- الخير العامّ يتطلّب ثانياً الرفاهيّة الاجتماعية والتنميةَ للمجموعة ذاتها.والتنمية هي خلاصة جميع الواجبات الاجتماعية. أجل، يعود إلى السلطة أن تحكُم، باسم الخير العامّ، بين المصالح الفردية المتنوّعة. ولكنّ عليها أن تُمكِّن كلّ إنسانٍ مما يحتاج إليه لكي يعيش عيشةً إنسانيّة حقيقيّة: من غذاء، ولباس، وصحّة، وعمل، وتربية، وثقافة، وإعلام لائق، وحق تأسيس العائلة.
1909- والخير العامّ يتضمّن أخيراً السلام، اي دوامَ نظامٍ عادلٍ وأمانه. فيفترض إذاً قيام السلطة بتوفير الأمان للمجتمع ولأعضائه بوسائل قويمة. وهو أساس الحقّ في الدفاع المشروع الشخصيّ والاجتماعيّ.
1910- إذا كان لكلِّ جماعة بشريّة خيرٌ عامٌّ يمكِّنها من أن تعرف نفسها بتلك الصفة، ففي الجماعة السياسية تجد تحقيقه الأكمل. ويعود إلى الدولة أن تصون وتُعزّز الخير العامّ للمجتمع المدنيّ للمواطنين وللهيئات الوسيطة.
1911- إنّ العلائق البشرية تتوثّق عُراها. وهي تعمّ رويداً رويداً الأرض كلّها. ووحدة الأسرة البشرية التي تضمُّ كائنات تتمتّع بكرامةْ إنسانيّةٍ متساوية، تنطوي على خير عامّ شامل. وهذا يتطلّب تنظيماً لجماعة الأمم قادراً على “توفير الأمور المختلفة التي يحتاج إليها الناس، سواء كان ذلك في نطاق الحياة الاجتماعية (من مثلا الغذاء والصحية والتربية…..) أو كان ذلك في سبيل التصدّي لأوضاع خاصّة قد تطرأ هنا وهناك (من مثل كشف الشدّة عن اللاجئين، أو مدّ يد المعونة إلى المتغربّين وعيالهم).
1912- الخيرُ العامّ يُوجَّه دائماً نحو تقدّم الأشخاص: “فنظام الأشياء يجب أن يخضع لنظام الأشخاص، ولا يعكس ذلك”. واساس هذا النظام الحقيقة، وهو يبنى في العدل، ويحيا بالمحبّة.
ان مساعدة المحتاجين جزء من عمل الأبرشية من خلال لجانها المختلفة كالرعوية وجمعية الرحمة الكلدانية والتعليم المسيحي وغيرها.
تواجه عائلاتنا تحديات عديدة منها اقتصادية وصحية واجتماعية واخرى تطلبت الإشراف المباشر لتقديم المساعدة حتى لو كانت بالحد الأدنى. صحيا يتعرض العديد من ابنائها الى امراض كبيرة وبنسبة عالية مثل: ورم الدماغ، كسر العظام والحوض، عجز الكلى، حصى المرارة، حصى الكلى، ورم الرحم، التوحد، الكآبة، تحمل اخطاء الأطباء اثناء التشخيص او العمليات او عند تقديم العلاج، كذلك الحال مع التصرفات الخاطئة للممرضات او الممرضين في ضرب الأبر، والأمراض التنفسية كالحساسية بسبب التلوث، والسرطان، وانسداد الشرايين، واخطاء الصيادلة في بيع الأدوية، او شراء الأدوية من مصادر رديئة.
الكنيسة مستمرة في مساعدة المحتاجين شهريا بمحتلف المواد الغذائية والطبية واخرى، شكرا لكل المتبرعين الكرام.
وتفاعلا ايجابيا مع جميع التحديات تقدم الأبرشية كل شهر مساعدات لحوالي 70 عائلة وتلاميذ التعليم المسيحي والطلبة بشكل متنوع. هؤلاء المشمولين هم الأرامل والمعاقين جسديا وطلبة المدارس والمرضى واصحاب الحاجات الخاصة الأخرى. كما تقدم بين فترة واخرى مساعدات خارجية لأبرشيات كلدانية داخل العراق، وثالثا تقدم مساعدات انسانية لكنائس خارج البلد.
ان مصادر هذه المبالغ هي اولا ايجار العقارات وثانيا التبرعات من خارج العراق من قبل منظمات مسيحية في فرنسا وبريطانيا وامريكا او من العائلات المهاجرة وثالثا منح من داخل العراق من منظمات او عائلات ايضا.
ملاحظة: ان عددا ممن ينالون المساعدة هم عائلات مسلمة تعمل في مؤسسات الأبرشية كالروضة او المدرسة او في اماكن اخرى وهناك عشرات العائلات المسلمات تسكن في عقارات الكنيسة بايجار لا يزيد عن 25% من قيمة الإيجار المفترضة في البصرة كما ان العديد من الأرامل المسلمات ينلن مساعدات باستمرار.