تصميم شعار الأبرشية
أطلقت أبرشيّة البصرة الكلدانيّة، جنوبي العراق، شعارها الرسميّ الجديد عبر منصاتها الإعلامية، وجاء مُبرِزًا اسم الأبرشيّة باللغات الآراميّة والعربيّة والإنكليزيّة ضمن شكلٍ دائريٍّ، أوضح المطران حبيب هرمز راعي أبرشية البصرة الكلدانيّة في حديث خاص لـ«آسي مينا» أنه يرمز إلى التكامل والكمال، نظرًا لكون الكنيسة مؤسّسة إلهيّة مقدّسة أسّسها الرب يسوع، فضلًا عن كونها مؤسّسة بشريّة خاطئة أيضًا.
ولفت إلى أن حضور سعف النخيل، الذي تشتهر به البصرة، في الشعار يذكّر بالسعف الذي حمله الأطفال تحيةً للرّبّ عند دخوله إلى أورشليم.
واعتبر «السفينة الصغيرة رمزًا للسفينة التي كانت واسطةً لانتقال مع تلاميذه لإعلان البشرى، فضلًا عن كونها رمزًا للكنيسة في بحر العالم المتلاطم الأمواج». ولذا، كما أوضح، تبدو السفينة مائلة قليلًا، ولكننا نجد أيضًا الشراع الذي يهبّ عليه الروح القدس ليحملها نحو برِّ الأمان.
واستدرك أن قوة الشراع مستمدّة من ساريته التي تحمل ايقونة الصليب الحيّ ذي اللون الأسود مبيّنًا أن في هذا اللون إشارةً إلى حمله خطايا العالم.
واستطرد شارحًا رمزيّة الصليب الذي يتوسط الشعار: «إن الدوائر الأربع المحيطة بمركز الصليب ترمز إلى الإنجيليّين الأربعة، وعلى أطراف الصليب الأربعة التي تمثّل جهات العالم الأربع، نجد اثنتي عشرة دائرةً صغيرة ترمز إلى الرسل الاثني عشر الذين حملوا البشارة إلى أقطار الأرض الأربعة، وقد اصطبغت باللون الأحمر في إشارةٍ رمزيّة إلى استشهاد الرسل وسفك دمائهم في سبيل نشر الإنجيل».
وفي أعلى يسار الشعار يبدو شكلٌ بابليٌّ ثمانيّ الأضلاع، يرمز إلى اليوم الثامن وهو يوم الإله في حضارات جنوب وادي الرافدين. ويأتي مشابهًا لشكل الشمس التي تعدّ من رموز الحضارة البابليّة ومركزًا لها. وبيّن « أن الشمس تحوّلت مع المسيحيّة إلى رمز ليسوع المسيح، نور العالم».
وأضاف «تنطلق السفينة (في الشعار) بعيدًا عن الرمز البابلي علامةً على استمرار مسيرة الكنيسة المتواصلة عبر التاريخ».
وعن أهميّة حضور المياه بلونها الأزرق الذي يعكس نقاوة السماء ورمزيتها اعتبر أن «إحاطة السارية باللون الأزرق جاءت كإشارةٍ إلى مياه شطّ العرب الذي يحيط البصرة من جهة، ومن جهةٍ أخرى إلى الأنهار الأربعة الوارد ذكرها في سفر التكوين، والتي ما يزال اثنان منها يجريان في بلدنا حتى الوقت الحاضر، وهما دجلة والفرات». وخَلص هرمز إلى التأكيد على أهميّة فهم هذه الرموز المستوحاة من الكتاب المقدّس وواقع أبرشية البصرة حيث النخيل والماء رمزان متجدّدان للحياتين الجسديّة والروحيّة أيضًا، بحسب كلام الربّ.