السيد المسيح – كُلُّ مَملَكةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب
زارنا مسؤول ديني وابدى المه لما يحصل في بلدنا الممزق. فقلت له ما قاله الرب من ان “كُلُّ مَملَكةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب،” فابدى اعجابه الكبير بقول الرب.
ثم حكيت له قصة الرجل الذي سكنته الأرواح الشريرة في انجيل مرقس (فصل 5). حيث نزل يسوع من السفينة بعد رحلة بحرية الى ناحية الجراسيين. فتلقاه رجل فيه روح شريرة كان يقيم في القبور. كان الناس كلما يربطونه بسلاسل لعنفه ولكن كان يقطعها. ثم كان يضرب نفسه بالحجارة، فحصلت لديه رضوض عديدة. وكان في الليل والنهار يتجول بين القبور في منطقة جبلية.
ولكن عندما رأى يسوع هرع اليه قائلا ” ما لي ولَكَ، يا يَسوعَ ابنَ اللهِ العَلِيّ أَستَحْلِفُكَ بِالله لا تُعَذِّبْني”.
فقال له يسوع “ما اسمك” فقال “لجيون” اي كتيبة” فأمر يسوع الروح النجس بالخروج من الرجل، ولكن الروح الشرير توسل ان لا يرسلهم الى خارج الناحية. وطلبت الدخول في قطيع خنازير (قدر عددهم بـ 2000) فسمح لهم فارتبكت الخنازير وسقطت في البحيرة بجانب المكان.
قام رعاة الخنازير بالهرب الى المدينة والمزارع لخوفهم. فجاء الناس وشاهدوا الرجل قد رجع طبيعيا فخافوا ايضا وطلبوا من يسوع ان يتركهم.
وعندما اراد يسوع الصعود الى السفينة طلب الرجل ان يرافقه فرفض الرب وطلب ان يعود الى بيته ويخبر اهله بما حصل له.
هذا الحدث يشير الى عمل الشرير وعمل الله. فالرجل كان يعاني من صراع داخلي نتيجة عمل الروح الشريرة فيه حيث جعلته في حالة ثلاثية النبذ:
• منبوذا من قبل ذاته اي يعاني الإغتراب الداخلي،
• ومنبوذا من الناس بحيث كان تائها بين القبور الجبلية،
• ومنبوذا من الله حسب عقلية ذلك الوقت لأنه كان يعتبر نجسا ولا امل له في الخلاص وقبول رحمة الله.
والخنازير كانت ولا زالت نجسة عند اليهود وآخرين كما كانت قبل السومريين والبابليين، لذلك لا يمكن للروح الشريرة ان تعيش وسط الجماعة فاختارت الخنازير والنتيجة هلاكها في البحر وهو رمز للعالم الفاسد.
ما فعله يسوع هو:
• خلصه من اغترابه الداخلي فشفي
• خلصه من اغترابه مع الجماعة فاعاده الى اهله
• خلصه من اغترابه مع الله فتبعه حتى السفينة لكن يسوع ذكره برسالته في اعلان بشرى يسوع للعالم بحيث يقول انجيل مرقس انه بشر المدن الوثنية العشر.
واليوم الناس يتصارعون بسبب ثلاثة دوافع:
• الأنا
• الأنا العليا
• اللاوعي
فاذا كان الشخص بعلاقته مع المسيح يستطيع الشفاء فعليه لا ان يكتفي بالعمل لأجل (الأنا) بل نحو رموز المجتمع العليا (الأنا العليا) الذين قد يدمرون اجيالا، ان يعيش يومه مجددا لا مقلدا، فاللاوعي يجعله كالأعمى سرعان ما يسقط في الحفرة ولا يجد من ينقذه.
لذلك هذا الرجل نال شفاء (الأنا) وساهم في شفاء (الأنا العليا) والتخلص من (اللاوعي الذي كان يدمره بضرب الحجارة).
+حبيب هرمز