هؤلاء الرؤساء الصالحون
بقلم المرحوم الأب يوحنا عيسى
شباط 2014
هؤلاء الرؤساء الصالحون
الأب يوحنا عيسى
كنت قد كتبت، في موقع عشتار وعنكاوة، مقالاً بعنوان ” هؤلاء الرؤساء الأردياء” وفيه نوهت بوجود رعاة صالحين إلى جانب رؤساء أردياء.
وفي هذا المقال ، أود الحديث عن هؤلاء الرعاة الصالحين لكيما أكمل الصورة وبالتالي أكون عادلاً ومنصفاً ذلك إننا، نحن معشر الشرقيين، نبرز السلبيات في حين نخفي الإيجابيات، الأمر الذي لا أرتضيه لنفسي.
أجل ثمة رعاة صالحون في الكنيسة.
إنهم§ رعاة صالحون لأنهم يحملون قلب الأب وقلب الراعي بل قل قلب الأم. ولذا فهم يكنون لرعاياهم محبة حقيقية، صافية وخالصة، هذه المحبة التي تدفعهم إلى خدمتهم بالاهتمام الجدي بهم وبشؤونهم ذلك ان المحبة هي في أصل وأساس هذه الخدمة. فمن يحب هو الذي يخدم.
إنهم رعاة صالحون لأنهم يصغون§ بانتباه كبير وبالغ إلى هموم رعاياهم واحتياجاتهم ومشاكلهم ولاسيما إلى الفقراء والمساكين، ساعين إلى التخفيف منها أو تلبيتها أو حلها، كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
إنهم رعاة صالحون لأنهم يعطون لرعاياهم§ كلمة الله ويسعون إلى تثقيفهم الدائم والتواصل عبر مختلف القنوات والوسائل كالندوة والدورة والمعهد والنشرة والمجلة والجريدة وغيرها.
إنهم رعاة صالحون لأنهم يدخلون في الحوار مع العاملين معهم ولا يفرضون عليهم شيئاً بالقوة متبعين أسلوب العرض وليس الفرض.§
إنهم§ رعاة صالحون لأنهم يعطون حيزاً كبيراً من الحرية للعاملين معهم فلا يعتبرونهم قاصرين أو تابعين لهم بل مشاركين وشركاء معهم في عين الرسالة الواحدة. كما انهم لا يخنقون المبادرات التي تصدر هنا وهناك بل يقومون بتبنيها ورعايتها لتنمو وتكبر. وهكذا تسهم في تقوية الحركة الشاملة في حياة الكنيسة، إيماناً منهم بأن الحركة هي الحياة.
إنهم رعاة§ صالحون لأنهم لا يقيمون من أنفسهم المركز والمحور بل المسيح ولا يسعون إلى جمع المال بل إلى كسب قلوب الناس وعقولهم إلى يسوع المسيح.
إنهم§ رعاة صالحون لأنهم يعطون جل وقتهم وراحتهم ويضعون كل طاقاتهم ومواهبهم في خدمة مؤمنيهم بل يبذلون أنفسهم، كما فعل البعض في الآونة الأخيرة، من أجل رعاياهم عندما يرون الذئب مقبلاً إليهم ليبدد ويخطف ويفترس.
إنهم§ رعاة صالحون لأنهم مخلصون وأمناء لدعوتهم ورسالتهم. فلا تزعزعهم مختلف التيارات التي تعصف بهم ولا كل التجارب التي يتعرضون إليها. فيخرجون منها منتصرين وأقوى من ذي قبل، شأن يسوع المسيح.
إنهم رعاة صالحون لأنهم§ أقوياء بفكرهم، بتماسكهم وبوحدتهم مع أنفسهم. فلا ازدواجية ولا تناقض في حياتهم بين القول والعمل وبين الفكر والسلوك. وهم بذلك يعيشون في سلام شأن يسوع المسيح وشأن القديسين.
إنهم رعاة صالحون لأنهم يجسدون مبادئ§ وقيم المسيح في حياتهم ويتحلون بصفاته التي اكتسبوها منهكالمحبة والتواضع والحنان والرحمة وغيرها، بعيداً عن الأنانية والكبرياء والطمع والجشع والاستغلال، تلك الآفات العدوة التي تفتك بالكنيسة.
وأخيرً إنهم§ رعاة صالحون لأنهم ينبذون التجزأة والاقتسام والفرقة والتمييز ويدعون إلى الوحدة: وحدة الكنيسة ووحدة القوم ووحدة العالم مقرنين القول بالعمل. فلا يقولون في العلن ما ينفوه في السر.
وأختم حديثي هذا بالدعاء إلى يسوع المسيح الراعي الصالح لكيما يرسل إلى كنيسته جمعاء، شرقاً وغرباً، مثل هؤلاء الرعاة الصالحين يقودون رعاياهم إلى المراعي الخضراء والخصبة بهمة وغيرة ومحبة كبيرة.