يسوع المسيح هو نفسه بالأمس واليوم وللأبد
يقول كاتب الرسالة الى العبرانيين: يسوع المسيح هو نفسه بالأمس واليوم وللأبد. نحتفل كل سنة بولادة يسوع المسيح لأنه يولد بإستمرار في قلوبنا. ان ولادته تعني دخوله العالم الحسي، كي بدلاً من العبودية، نتطلع الى الحرية، وبدلا من العداء نصبح اخوة، وبدلاً من الظلم نسعى الى العدالة، وبدلاً من العيش في الخطيئة، ننال الشفاء الروحي والجسدي.
إن ما احتفل به اباؤنا واجدادنا وسيحتفل به المؤمنون في المستقبل ليس كما تؤمن وتحتفل بقية الديانات، اي تقمص الماضي. إنه عمانوئيل الذي كل يوم يكشف عن ابوة الله بعمق معانيها. من هنا ندرك بعمق ضرورة طهارة عروسته الكنيسة، وعدم قبولها للعيش مع الخطيئة، ولا مع مسبباتها في المجتمع. هذا لأنها تربت على الحب، فالكنيسة عروس والعروس اول ما تؤمن به هو الحب والا ليست عروس. هذا الحب يواجه صعوبات كثيرة عندما يعاش، فالمسيح الذي احبنا امس واليوم هو حاضر في الفقراء والغرباء، في المشردين والمهجرين والمهاجرين، وفي قلوب المرضى، وفي المضطهدين من اجل البر.
هذا الحب حاضر وسيبقى بواسطة روح المسيح في معظم تجمعات الكنائس والمجتمع المؤسس على مشوراته الإنجيلية والهادفة الى مساعدة الآخر وايجاد فسحة للفرح والشفاء بإسمه، وبعث الرجاء في المعاقين بأمراض الجسد والنفس والروح. هذه هي هدايانا الحقيقية اكثر مما تكون متعاً في عالم مادي زائل.
كل عام وانتم بخير
المطران حبيب هرمز